الجمعة، 22 فبراير 2013

وقفة مع مقالة الشيخ رياض السليم الأخيرة

وقفة مع مقالة الشيخ رياض السليم الأخيرة




يقول الشاعر العربي :

رام براً فعق من غير قصد ومن البر ما يكون عقوقاً

نعم هو كذلك، فكثيراً من الناس قد تكون نواياهم سليمة و أهدافهم نبيلة لكن طريقة طرحهم لهدف ما أو فكرة معينة قد لا يكون موفق بحيث أن نتائج طرحهم قد يكون أشد فتكاً من الخلل الذي يُراد إصلاحه و ما أكثر أمثلة ذلك في حياتنا اليومية منها مقالة الشيخ الكريم رياض سليم فلا أشك ان شاء الله من نواياه – من باب حسن الظن - لكن من وجهة نظري القاصرة مقالته الأخيرة التي بعنوان (إلى وكلاء الأحساء: الحوزة أمانة يا أمانة الحوزة)

لم تكن موفقة البتة بل كان عقوقها أكثر من بِرها وذلك للأسباب التالية:



أولاً : أهدى إلى أصحاب فكر قناة وصال هدية على طبق من ذهب ما يؤكد لهم زعمهم و ما يروّجون له من خلال كِتاباتهم وقنواتهم الطائفية من أن هناك سرقة لأموال الشيعة باسم الخمس و أن ما يملكه وكلاء المراجع من السيارات الفارهة والقصور الضخمة من جرّاء هذه السرقات أو على حد زعم الشيخ رياض السليم : (أن بعض الوكلاء مستعد أن يصرف في ليلة سمر واحدة عشرات الآلاف من الريالات) وكان الأجدى من الشيخ رياض أن يتق الله في هذه الكلمات القاسية والغير لائقة بطالب علم.

فإذا كان لرجال الدين ليال سمر فماذا بقي للسوقّة والمُنحلين؟!

لذلك لا عجب أن يطبل أصحاب فكر وصال الضال لطرحك لو وصل لهم.. بل لربما سيمنحونك لقد سيد علي الأمين الأحساء!!!



ثانياً: هذا التهويل من أن هناك فساد مالي في الحوزة قد يوجد حالة من سوء الظن بالعلماء لاسيما أن هناك نفوس أصلاً من داخل البيت الشيعي متزلزلة ومرتابة ومتوجسة من نظرية الخمس وتحاول أن تخترع ألف دليل ودليل لتتهرب من دفع الحق الشرعي و لتؤكد على عدم صحة نظرية الخمس وأن الشيعة غير مطالبين بتطبيقه في زمن الغيبة ليأتي مقالك يا من تحمل على رأسك العمامة فتدّعم موقفهم و تزيد الطين بلة.

لذلك اعلم يا شيخ رياض أن الله سبحانه سوف يحاسبك عن ما أثرته وما سيثيره طرحك في المجتمع!!



ثالثاً: زعم الشيخ رياض أن ثلثي طلبة العلوم الدينية في الأحساء يعيشون تحت خط الفقر!!

و لا أدري على أي وثيقة إحصاء أو بنك معلومات استقى منها سماحة الشيخ السليم هذه المعلومة؟

بحيث يتمكن أن يعرف عدد من هم تحت خط الفقر بل ويحدد نسبتهم ؟

ومن هم بمحاذاة خط الفقر ؟

ومن هم فوقه؟

وطالما يا شيخ رياض أن لك كل هذه الشعبية بحيث أن ثلثي طلبة الأحساء يوكلوك لتتكلم عن معاناتهم وفقرهم!!

لماذا لا تجمع تواقيعهم وتوصل ظلاماتهم – أن صح هناك ظلامة واقعة عليهم - إلى مراجع التقليد فعلى سبيل المثال يؤكد الشيخ علي الدهنين في هذا (المقطع) أنه حدثت أخطاء وتجاوزات من أحد وكلاء السيد الخوئي في حياة السيد الخوئي نفسه فعزله فوراً.. فما هو المانع من رفع الظلامة إلى مراجع التقليد؟ .. أم أن نشر الغسيل بات هو الدارج؟.. لا لشيء سوى لاستعراض العضلات اللسانية وتصنّع الشجاعة والصبر على ملاقاة الحتوف.



رابعاً : طالب العلوم الدينية في الحوزة يفترض أنه متساوي في الحقوق المالية مع طالب العلوم الدينية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض أو الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة على ساكنها وآله الصلاة والسلام.. فلماذا لا تقود حركة مطلبية ضمن هذا السياق؟ سيما أنك تمثل ثلثي طلبة العلوم الذين تحت خط الفقر وصوت الطبقة الكادحة .. حاول وأكسب شرف المحاولة على الأقل .. لكنك لا تجرؤ على ذلك يا شيخ رياض لأنك تخشى أن يقص ريشك لذلك شجاعتك وبسالة لسانك اللسانية لا تكون إلا على أبناء مذهبك المستهدف المستضعف على قاعدة (أبوي ما يقدر إلا على أمي).



خامساً: زعمت أن بعض طلاب العلوم الدينية قد لا يجد حتى قيمة الحليب لطفله وهذا لعمري من مضحكات الثكلى ..فأين ذهبت قدرة طالب العلوم الدينية على الإرتزاق من أموال الضمان الاجتماعي ؟

أو من صدقات أموال الجمعيات الخيرية؟

أو من أموال القراءة على أبي عبدالله الحسين عليه السلام سيما أن القراءة الحسينية باب رزق للكثير منهم؟

أو من عائدات الإرشاد الديني في الحج والعمرة والزيارات ؟

أو من أعمال النيابة في الحج والعمرة والزيارات والصلوات والصيام؟

أو ؟

أو ؟

وحتى لو سلمنا جدلاً أن رواتب الحوزة ضعيفة أو أن هناك تفاوت في رواتب الحوزة أو هناك خلل في إدارة الأموال فكلنا يعلم أن طريق طلب العلم .. ليس طريق مفروش بالورود بل هو طريق ذات الشوكة ؟ لذلك حتى لو كانت هناك منغصات على طالب العلم التحمل والصبر والاحتساب والمعالجة ضمن دائرة الإمكان.

و إلا فهو غير مجبور على مواصلة طلب العلم الحوزوي!!

و دوننا النماذج المشرقة من تاريخ علمائنا الكبار فهذا الشيخ باقر القرشي قدس الله نفسه الزكية يتم حرمانه من راتبه الشهري الحوزوي بسبب أنه اتجه إلى التأليف وليس دراسة الفقه والأصول ومع ذلك لم يزد إلا عطاءً وتفانياً في خدمة آل البيت عليهم السلام (رابط) بل اكثر من ذلك الشهيد الأول يكتب كتابه الخالد اللمعة الدمشقية الذي إلى الآن يدرّس في الحوزات العلمية وهو السجن ومحكوم عليه بالإعدام.



سادساً : ذكرت في ثنايا مقالك هذه الفقرة (لا زلنا نسمع من بعض المقربين ولا ندري عن صحة هذا القول الذي نسمعه وهو أن قيمة الواردات المالية السنوية لأحد الوكلاء تصل إلى ما يقارب المليار ريال سعودي من الأوقاف و الأخماس و الصدقات و التبرعات و النذورات.

وهذا المبلغ إن صح النقل كفيل بأن يغني كل طلاب العلم لا أن يخرجهم فقط من تحت خط الفقر إلى خط الفقر وكذلك كفيل في أن يغني كل الفقراء و المحتاجين في هذا البلد.) وهنا لعمري قاصمة الظهر بل من مضحكات الموتى فضلا عن مضحكات الثكلى في خدورهن

أمعقول يا شيخ رياض أن تكتب مقال مطول عن شيء سمعته ولست متأكد منه؟

أما وردك ما قاله الإمام الحسن عليه السلام : ( بين الحق والباطل أربع أصابع ، ما رأيته بعينك فهو حق وقد تسمع بأذنيك باطلاً )؟ لكن أنى لك يا شيخ رياض أن تفقه ذلك؟ وأنت حتى في نقلك الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام تنقلها خطأ حيث أن كتبت في مقالك(عليكم بنظم أموركم) والصحيح أنه عليه السلام قال (الله الله في نظم أمركم ) وشتان ما بينهما في المعنى !!!



و أنهي مقالتي بهذه الأبيات التي تجسد واقعك :

تصدر للتدريس كل مهوس بليد تسمى بالفقيه المدرس

فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ببيت قديم شاع في كل مجلس

لقد هُزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس





نعم لقد هُزلت .. حتى ساغ لأنصاف بل أرباع الطلبة أن ينظّروا في حق اسرة السلمان العريقة في سماء العلم والأخلاق الكريمة.



رابط المقطع الأول الشيخ علي الدهنين - دور الوكلاء
http://www.youtube.com/watch?v=YnauMRFwKEw
رابط المقطع الثاني الشيخ حسن الصفار -إشادة بالشيخ باقر القرشي
http://www.youtube.com/watch?v=UOB1WrhJUSw

الاثنين، 13 فبراير 2012

بلغ السيل الزبى

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته...،



مساك الله بالخير والكرامة


السيد المكرم/ عبدالله الموسوي


استجابة لندائك الذي رفعت عقيرتك به في خطبة الجمعة الأخيرة من ضرورة تصدي الشباب الذين يتصفحون النت للأخطاء والشبهات الذي يقع بها البعض من رجال الدين فضلت أن تكون البداية مع جنابك الكريم وكما يقول جدك أمير المؤمنين عليه السلام (من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره و ليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم)[1]


المحور الأول :لأكثر من مرة خصصت خطبة جمعة لمناقشة موضوع انتساب إحدى العوائل الكريمة لنسب رسول الله صلى الله عليه وآله

تُرى ما سر تكرارك لهذا الأمر؟


أن كان هدفك من التكرار الإعلام فأبشرك حتى الجنين في بطن أمه بات يعرف أن هناك قسم مطمئن إلى الانتساب وقسم على العكس من ذلك.


بل أزيدك ..القسم الغير مطمئن قد كفاك مؤونة ذلك فلم يدع وسيلة تؤكد عدم اطمئنانه ألا و طرقها!!

فلماذا تزج نفسك أيها السيد الكريم فيما قد يعتبر شأن عائلي صرف ؟

و لعلك قد تقول أن تكرارك لهذا الأمر هو من باب التقوى والغيرة على نسب رسول الله صلى الله عليه وآله


هنا يحق لي ان أتساءل؟


لماذا مراجع التقليد الذين هم بطبيعة الحال أكثر منك تقوى و غيرةً على الدين ونسب رسول الله صلى الله عليه وآله لم يصدروا فتوى حاسمة في هذا الشأن ليريحوا البلاد والعباد مثلما فعل (بعضهم) مع من أسموه في حينها الضال المضل ؟!


أو على الأقل لماذا لم يلغوا الإجازات أو الوكالات الخاصة برموز المطمئنين بالإنتساب سيما أن عدالتهم قد أختلت في عرف (البعض)؟


ولماذا بقية علماء المنطقة الكبار لا سيما الأحساء لم يزجوا أنفسهم بهذا المعترك الساخن في خطب الجمعة؟


لماذا أنت فقط الذي حمل الراية و لأكثر من مرة؟


بصريح العبارة أقولها يا سيد عبدالله تكرارك وتحمسك لهذه الإثارات يثير التوجس حول باعثك الحقيقي لهذا الأمر لكن الله المطلع على القلوب ولا نستطيع محاسبة النوايا.


المحور الثاني:أشرت في خطبة الجمعة الأخيرة أن هناك حملة شعواء من المطمئنين لتسقيط رجال الدين لا سيما الذي في الكويت والذي في الدمام ؟


وهنا يحق لي أن أتساءل مرة أخرى ؟


هو كيف عرفت أن هناك حملة شعواء أصلاً؟


هل لديك إحصائية مثلاً شخّصت من خلالها أن الأمر بات حملة شعواء؟


و هب أن كاتباً ما من هؤلاء المطمئنين قد كتب مقالاً به لغة حادة تجاه الشخصيتين (الكويتية و الدمامية –أن صح التعبير-)


هل يعتبر ذلك حملة شعواء بنظرك ؟


ويستدعي على إثرها أن تقيم الدنيا و لا تقعدها وتخصص لذلك خطبة جمعة مطولة وكأنك تستنهض بها همم الناس لساحات الوغى ؟


ثم أن هذه الحملة الشعواء –بزعمك- لا تُقاس لمجرد رأي كاتب؟


نعم .. لو كانت هذه الحملة الشعواء –بزعمك - قد صدرت من رموز الخط المطمئن ربما أتماشى معك في تصعيدك؟


ثم أنني أعجب لهذا الدفاع المستميت ؟


عن الشخصية الدينية (الكويتية) ؟


ما يعرفه القاصي قبل الداني أنك لا تقيم وزن للخط الذي تنتمي له هذه الشخصية (الكويتية ) وكانت لك كلمات حادة في تقييم رموز و أداء هذا الخط ؟


فكيف بين عشية وضحاها بات لديك كل هذا الكم من الغيرة ؟


بعبارة أخرى ثبت الكبرى حتى نسلم لك الصغرى؟


أم أن هذه الغيرة تندرج تحت قاعدة عدو عدوي هو صديقي ؟


أما الشخصية التي في الدمام والتي نحترمها ونجلها ونقدرها لم نرى لها أي تصريح أو تصعيد في خطبة الجمعة تجاه ما زعمت من الحملة الشعواء من المطمئنين بل بالعكس كان أداء الشخصية يُشهد له بالتسامح والعقلانية؟


فلماذا أنت ملكي أكثر من الملك ؟


المحور الثالث:دعوتك إلى الغيرة على الدين والنسب الطاهر لرسول الله صلى الله عليه و آله ؟



من باب حمل المؤمن على المحمل الحسن سأقول أن غيرتك ان شاء الله محمودة


لكن هناك أمور أدعى للغيرة من قبيل:-


- سفك الدماء الزكية في المنطقة


- البيانات التكفيرية في حق الطائفة


- الإعلام المحلي والتشكيك في ولاء الطائفة برمتها.


- التمييز الطائفي الممنهج


- اعتقال سماحة الشيخ توفيق العامر






لماذا لم نرى لك أي تفاعل أو حتى خطبة جمعة حول أي من النقاط السابقة ؟!


لماذا (شطارتنا ) وشجاعتنا هي على من يشاركوننا في الولاية فقط ؟


و أكاد أجزم بل لربما أقسم .. لو أن القوم قد بدلوا عمائمهم البيضاء إلى أشمغة حمراء ذات (المرزام) الحاد.


لما جرأت على التفكير بنقدهم بحرف فضلا عن ممارسة النقد والتسقيط لأنك تعرف مآل الأمر!!






المحور الرابع والأخير : ذكرك أن القوم لم ينتسبوا إلا بعد زيارة لأحد السفارات الأجنبية ؟
هنا لعمري النازلة الكبرى والمصيبة العظمى التي قصمت الظهر..


نعم .. لربما نلتمس لك العذر .. أن تناقش أدلة القوم ومدى صحتها من عدمها في إطار التكليف الشرعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أخره من هذه المصطلحات التي بات أمر توسعتها وتضييقها حسب حجم الأمزجة والأهواء والإستسحان.


ولكن أن تقوم على رؤوس الأشهاد وعلى منبر رسول الله صلى الله عليه و آله وترسل أمر ربط انتسابهم بأجندة خارجية إرسال المسلمات

هذه كبيرة منك يا سيد ..فما نعرفه عن سلوك أهل البيت عليهم السلام رفضهم البات للنميمة والفتنة بين المسلمين


روي عن جدك الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام (قال قلت له جعلت فداك الرجل من إخواني بلغني عنه الشئ الذي أكرهه فاسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقات فقال لي يا محمد كذب سمعك وبصرك عن أخيك وان شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قول فصدقه وكذبهم ولا تذيعن عليه شيئا تشينه به وتهدم به مرؤته فيكون من الذين قال الله عز وجل ( الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )[2]






ختاماً .. يشهد الله وملائكته وأنبيائه ورسله


لست محسوب على المطمئنين


ولست محسوب على غير المطمئنين


ولا يجمعني معهم سوى الجوار و الصداقة مع بعض الأطراف والأعزاء من كلا القسمين


لكن يؤلمني .. أن الأمر .. أنحدر و أنحدر .. حتى أصبح ببركاتك وبركات غيرك لا حرمة لرجل دين.. وباتت المنابر تستغل للتسقيط والتشرذم والتقوقع وبتنا محل شماتة الأعداء وتهكمهم






ولا بأس أن أذكرك يا سيد بهذه الرواية عن أجدادك عليهم السلام والتي تصدق على الواقع المرير( جدوا واجتهدوا ، وإن لم تعملوا فلا تعصوا ، فان من يبني ولا يهدم يرتفع بناؤه ، وإن كان يسيرا وإن من يبني ويهدم يوشك أن لا يرتفع بناؤه)[3]














[1] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - ص 16


[2] ثواب الأعمال - الشيخ الصدوق - ص 247


[3] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 67 - ص 286

السبت، 11 يوليو 2009

تــرحيب

أشكر أبناء العمومة الذين شرفوا مدونتي
و أعدهم بالمثابرة في خدمة عائلتنا الكريمة